Spread the love
لو شئت أن أعرف الأدب لقلْت : إنه عمل الحياة الدائم ، فهو ما زرعت الأفكار شموساً وأقماراً وكوكبات ومجرات ، وهو تلك الأحلام المحلقات في السّماء مثل غيمات بواكير ربيعية ،وهو تلك الكلمات المغردة على أغصان اللغة العربية..
فلو أنه كان أقصى ما تستطيع أن تتوخاه لما أمعنت فيه انتاجا” وابداعا”، .
لو كان لنا أن نُجري على هذه الأعمال التي لا تنقطع لقلنا إنها ناجمة عن قلم وقرطاس ودواة في آن معاً . فنحن لا نأتي حركة من الحركات – عفوية كانت أو عن سابق قصد وتصميم – إلا نتيجة لما تختلج به النفس وما تفيض منه الروح..
ما كان الإنسان في حاجة إلى التفكير والتمييز والخلق والتخيل والإرادة والإفصاح عن هذه جميعها لو لم يكن العالم الذي يسكنه عالم الّتكامل في كل ما فيه . ذكر وأنثى ، وبعيد وقريب ، وطويل وقصير وحار وبارد ، وثقيل وخفيف ، وأبيض وأسود ، وحلو ومر إلى آخر ما هنالك من متناقضات….. .
ولا كانت الرّوائع والمؤلفات لولا الحاجة الدائمة إلى الاختيار ما بين هذا الشيء ونقيضه ، أو ذلك الفكر وعكسه ، أو هاتيك العاطفة وأختها التي على الطرف الآخر منها ,وأنسنة كل ما حولنا وتحويل الجماد الى روح تنبض بالحياة تمس شغاف القلوب وتحرك الرواكد في الوجدان. فنحن مدعوون في كل لحظة من وجودنا إلى التّفكير والتمييز والتأمل واختيار الكتابة للتعبير عن جماليات الفكر والأدب…
وكلمة أخيرة لكل القلوب النّاصّعة والأقلام الصّادقة
اعصموا كتاباتكم عن كل بشاعة وقباحة واعتصموابالجمال وبالابداع وبالحب لنشر المشّاعر الراقية والأحاسيس السّامية .
لطيفة خالد