كيف لا أنظم لعينيك باقات الأشعار
يا أبناء الجليل المنسي
المنسوخ، من صفحات التاريخ الأسود المطوي
في الأدراج، تسكنه الحشرات، والعث، والغبار
ويا أبناء الساحل الفلسطيني
وراء سياج التيه، والنسيان، والجدار.
أيتها العصافير الفلسطينية،
الطريدة، الذبيحة، المهاجرة عبر الأثير،
عبر حقول العوسج، ونبات البردى
والقصب البري الظمآن النامي في الأرض العطشى،
وأشواك المنافي، وسهول السنابل والأنبار،
وكثبان الرمل الحارق، وبيداء الضياع، والصبار.
تذكروا جبال “الجليل”، “والكرمل” فإنها لم تندثر
أبدا ًمن تضاريس ذاكرتنا
أو من مآقي أعيننا
فهي ما زالت مغروسة في تجاويف الحشا،
كالشمس الساطعة في وضح النهار،
كأشجار السرو، والشربين،والخروب البني الأسمر
وأشجار الزعرور، والصفصاف،والسماق ، والصنوبر،
وأذرعة العكوب، تمتد بين الأعشاب، وتتمختر
وتطوقها من كل الأرجاء قبلات الريحان المعطر
ونسيم شجيرات عبير الزعتر،
الجبلي الفلسطيني المعطر.
ما زالت تعبق في أصدرنا كالعنبر،
كالياسمين، والفل، والنرجس الباحث عن إشعاعات الفجر،
وسواقي الندى، والأقحوان والأزهار، والغار.
بقلم /د. أحمد محمود
تحرير/ سعاد عدوش