[[ في مدح الحبيب صلّى الله عليه وسلّم ]]
للشاعر : حمدي الطحان
مِن سنا طه الحبيب المصطفى
أشرقت فـي الكـــون أنـــوارُ الهـــدى
كانت الأكوان غرقى في الدُّجى
والـرؤى الســـوداء ُ تجتــاح المــــدى
والأنيـن المـُرُّ في الدنيا غــدا
يمــلأ الأفـــق الكئــيــب المُجـهــــدا
والشياطين الضواري قد عَتَت ْ
لم تَــدَع ْ للـشـــر سيـفـــًا مُـغــمـدا
أقبلت تُزكِي ضلالات الـورى
و تُقِيــم الـبـغــي فــيـهــم سـيّـــدا
***********
شَقّت الأرجاـءَ صرخـات ٌ بكــى
مِـن لظاهـا الصخـر وارتــاع الصـــــدى
لم يزل يجري على خدِّ الثَّرَى
جـمــر ُ هـــذا الدمــع حتــى خُــــدِّدا
لوعــة ٌ تَـتـرَى علـــى موءودةٍ
مـا الـذي حـقـًّا جَــنَــت ْ كــي تُـوءدا ؟!!!
هل يبيــــع الحــرُّ يومــًا أُمَّـــهُ
كي يَــعــبَّ الخــمــرَ كأســًا مُزبِــدا ؟!!
أيـن ذاكَ المجــدُ يعـلـو ذِكــرُهُ
حيــنَ يُسبَى الركــبُ أو يَلقَى الرّدَى ؟!!
أين عقل ُ المــرءِ يَشـرِي ربَّـــهُ
و يُــقـيـــم ُ الـوجـــه مـنــهُ والـيـــدا ؟!!
يا لَذاك َ الغَــيُّ يزهـو راعِــــدا
جاعــــلاً ذي الأرضَ ليـــلاً أســــــودا
فارحــم اللَّهُــمَّ أنَّــاتٍ مَضـــتْ
تَقـــرعُ الأبــــوابَ ، وابعــــث أحمــدا
***********
هــا هيَ الأفلاكُ تَجثــو سُجَّدا
والضــيــــاءُ العـذبُ قد عــمَّ المــدى
أحمدُ الهادي الحبيبُ المصطفى
قــــد أَتــى للـخـلــقِ فجـرًا أرغـــدا
قد مَـحَـا بالعدلَ ظُـلـمـًا أمـردا
ســـادرًا فـي غَـيِّـــهِ مُـسـتـأسِــدا
و أعادَ الحــقَّ مَرهـــوبَ القِـوى
دائــمَ الإشــــــراقِ لألاءَ الـهُـــــدى
لم يَـدَع ْ للشّـرِّ درعـــًا أوحــدا
لـم يــزَل ْ بالزَّيــــفِ حتّــى بُــــدِّدا
وأزاحَ القُـبـحَ عــن وجـهِ الدُّنـا
و أقـــــامَ البِــرَّ فيـنــــا والنَّـــــدى
هل تَرَى في الخلقِ نورًا مثلهُ ؟
أو ترى فــي الكــونِ مِنــهُ أجــــودا ؟!!
ذلكَ المَبعـوثُ طُـهــرًا ساطِعـًا
و بــهــــــــاءً وصــفــــاءً أرشـــــدا
إنَّ ربَّ العـــرشِ أعلـى ذِكــرَهُ
سيظلُّ – الدَّهرَ – حُسـنًا مُفـــرَدا
طالَما مِن حُـبِّـهِ صلَّى العلا
طالَما مِـن عِشـقِـهِ طيــرٌ شَــــدَا
***************************
*****************
*********