نفش حسن الديك جسده وأخذ نفسا عميقا . شدّ سلّة القش ممتلئة بالخضار والفواكه على ظهره وربطها بالحبال ،
سار خلف السيدة ذات الشعر الأحمر تزكم أنفه رائحة عطر المرأة ممتزجة برائحة التفاح المنبعثة من السلة ،
الشيطان يوسوس لحسن بجسد المرأة . ووسوس له بسرقة حبة تفاح وقضمها . تذكّر إمام المسجد حين تحدث
عن تفاحة الغاوية . تسير المرأة أمامه بثوبها الملتصق بجسدها في الزقاق . رائحة التفاح تزكم أنفه .
أنه الشيطان همس بها حسن لنفسه . تابعت خطواته خطوات المرأة . خرجا من الزقاق . فكان سلم الدرج
الإسمنتي . ترتقي المرأة السلم . يقصر ثوب المرأة كلما ارتفعت درجة أخرى . يغض حسن بصره .
يطأطيء برأسه . الثوب يزداد قصرا . درجات السلّم تكثر . الشيطان يتمدد . يغمض حسن عينيه .
يتابع صعوده . تتعثر قدماه بحافة السلم . يتمايل جسد حسن . جوع . تعب . ثقل الحمل على ظهره .
يفقد توازنه . الاشتهاء يكبر في جسده . الجوع . الدوران . الغثيان . السلّة . الخطار الفواكه .
حبة التفاح تصل لأسفل السلّم . تنظر المرأة خلفها . حسن ملقى أرضا لا يستطيع النهوض من تحت السلّة .
التفاح . البرتقال . الموز . تسير المرأة باتجاه حسن . يفرح حسن . المرأة ستخرج حسن من تحت السلّة .
كم أنت طيبة أيتها المرأة يهمس حسن . تصل المرأة . تقف . تنظر . تبصق نحو حسن . وتمضي .
حسن يبقى تحت السلّة الفارغة .
ــــــــ محمد مشّه ــــــــــــــــ