حروف معيارية …. بقلم الكاتب حسام القاضي

ساحٌ النَّظمُ فيه شِعار . .. والأبطالُ فيهِ كبار . .. والتَّحدِّي فيهِ يُرغمكَ على الإنتظار … فإن كانَ لحرفِكَ نكهةً فليتقدم وليُسحرَ الخُطَّااار ( وإلا فليذُب في خجلِهِ وليَسِح كما الزُّبدة يتلذذ بهضمها حُذَّاقَ الإبهاااار ).
لا أنكِرُ أن معَ حرفيَ الزّاد ، فلطالما خاضَ المِهاد ، ودقَّ بـِفَرادتِهِ وَسماً باتَ علماً لهُ طابعاً لا يُخطـِئهُ اجتهاد ، هناكَ في السِّجالِ كانت بصماتُهُ منها القارئُ يَحار ، وفي النَّدواتِ صَداها كصدى من يُنادي في الأقفار ، وفي الحشودِ ما كانَ هذا الحرفَ مُستدعياً لِمايكٍ فأزيزهُ كانَ يَهُزُّ الكِبارَ والصِّغار .
هناكَ فَلتَسَل سُطوراً لطالما تداعت ترتجي شرفَ تكحيلٍ من فَحوى حُروفيَ ( فكانت مِن بعضها تَغااار ) !، وإذ شِئتَ فَسَل شهاداتٍ سالَ لها ما سالَ من الأحبار ، ولا تَجهدنَ نَفسكَ بالتَّحرِّي ( فقط تَذوقها ) وثِق بأنَّ لها أثَراً في فِيكَ سَيُترَكُ فلا تُحاولنَّ غَسلَهُ كالخَتمِ دُمغَ مِن مُختاااار .
ما كانَ لهذا الحرفِ أن يَهابَ فلطاااالما كانَ مُهابا ، ما كانَ لهُ أن يقلقَ فلطالما لبهاءهِ الدَّمع كانَ مُنسَاااابا ، شَهاداتِ الشُّهادِ أوسمةً تارةً بقبَّاني وأخرى بِجُبرانِ كانَ بِشهدها يُستشهَد .
يُطأطأُ هذا الحرفِ ناصيةً إجلالاً لمن أكرَمهُ بالإنتسابِ لهذا الصرحِ بنبرِهِ يَتنهد ، ويَعِدُهُ بأنَّهُ أبداً على قارعةِ الطَّريقِ لن يُوجَد ، ولعلّهُ يَستجديهِ عطفاً واستثناءاً يُمكِّنُهُ بَوحاً غزيراً يَصدحُ بهِ ويَتفرَّد ، ويَدْعُ لهُ ( شِفاءا عاجلاً لمصابهِ ) إلاهاً شَافِياً أوحد .
تَقدَّم يا حرفي ولا تخشينَ نزالاً فساحُكَ اليومَ مُمهد ، وأكِنَّ الإحترامَ لأباطرَةِ الحروفِ واستَفِد منها وعَلَّكَ تُفِد ، وتيقن بأنَّ مُجااااالسةَ الكبارِ تُقوي العظمَ وتَشُد، فحروفُهمُ سَلِيلةَ النَّوعِ تَعلَمُ لكنَّ نَبرَكَ يُبْرِقُ ويُرْعِد ، وكُن مُتَيقناً بأنَّ خيرَ الصُّفوفِ أَوَّلُهُا تَتَّكأُ فيها مُكرَّماً ( فعنها أبداً لا تَتململ ولا تـَحِد).
خـِطابَكَ الأوَّلَ هذا ( في ساحِ الكُتَّابِ هذا ) سَتتلوهُ كـِتاباتٍ – مَضامِينُها حتماً رفيعةَ الطِّرااازِ – فتجهز لها وكن مُستَعِد .
الكاتب الأردني ✍🏻__
حـُسام القاضي .
10/11/2017
