الفضائيات غزو من نوع جديد
لا نستطيع اعتباره غزو فهو نوع من انواع التكنولوجيا ووسائل التواصل والاتصالات الحديثة . زخم في القنوات وتشابه في البرامج وتكرار ممل يستوجب ابتكار اساليب جديده في العرض والنوعية حتى وان كان على حساب المشاهد وعقليته .. ان القنوات الفضائية ثقافة تحمل السم والسكر وللاسف كلاهما أبيض .. من الصعب التفريق بينهما الا بالتجربة ..
لا يخلو بيت من اجهزة التلفاز ولا يوجد بيننا فعليا من لا يتابع هذه القنوات , بل ان البعض مصاب بالادمان وخصوصا مع التنوع الغير عادي والغزو العقلي والحسي الذي توفره هذه القنوات وقدرتها على الوصول لكل فرد في العائلة بعيدا عن اي رقابة او منع او تقييد .. فجمهورها يتأرجح بين الآطفال والمسنين حاملا بينهما الرجال والنساء والمراهقين في فوضى الفضائيات حتى اصبح الوضع سلبيا على الوعي والفكر وكأنه مسح وتشويه لهويتنا الدينية والشرقية العربية.
إن تأثير هذه القنوات التي تنقل الثقافة والقيم عبر الصوت والصورة آسر للعين التي تقرأ الصورة قبل الكلمة وتفهمها قبل الكلمة فهي تعتمد على ثقافة معينه هي اساسا تقليد لافكار وبرامج الغرب تقليد حرفي احيانا , وبالتالي تكون تابعة للفكر الغربي وعقيدته دون مراعاة للثقافة الشرقية , فهي اساسا تقوم على تزوير الحقائق والمفاهيم وتضليل المعلومات والمبادئ وتوجيه الافكار لخدمة سياسات تهدف اساسا لتغريب الثقافة العربية ومسخها وتتويهها وتذويبها وبالتالي طمس الهوية العربية وخلق جيل جديد ضائع ما بين مفاهيم التربية الشرقية وقناعاته بجمال وملائمة الحياة الغربية , فالاساس في هذه القنوات هو تسريب الثقافات الاجنبية والافكار المتحرره والاخلاقيات المفتوحه بالتدريج عبر بثها من خلال الاعلام والقنوات الفضائية ببطئ وبملمس ناعم وبصوره غير موجهة ورسميه كالمخدر فيدمنها المشاهد العربي دون وعي منه ويتشربها حتى تصبح افكاره ضائعة من بين التحريم والاباحة في المعتقدات والقناعات .
كما ان لهذه القنوات للاسف القدرة البالغة على التأثير على أخلاق وعادات وسلوك الأطفال والشباب، فهذه القنوات مهمتها الاولى طمس تاريخنا وشخصيتنا وتشتيت انتمائنا وتفريق كلمتنا وزعزعت صفنا وإضعاف لغتنا والتشكيك في معتقداتنا وجعل الهدف الاهم في الحياة هو تحصيل أكبر قدر من الشهوات والملذات وإعطاء الحرية الشخصية للشخص ليفعل ما يشاء دون ادنى احساس بالذنب او محاسبة الضمير
ما يؤلم ان هذه القنوات سيطرت على العقول والقلوب وقلبت الموازين وصورت الباطل حقاً والحق باطلاً وزيّفت وزيّنت،وجملت الخطأ , ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:)) كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر ، قالوا: أوَكائن ذلك يا رسول الله ، قال : وأشد منه سيكون، قالوا : ما أشد منه قال: كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً، قالوا: أوَكائن هذا يا رسول الله ، قال: وأشد منه سيكون، قالوا : وما أشد منه؟، قال: كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف.
لقد اصبحت المشاهد الخليعة والاباحية والرقص المثير والعلاقات العاصية وشرب الخمر واتيان المحرمات من اساسيات الافلام والبرامج والاغاني ، فخيانة هنا جريمة هناك!!.. حب مخز، وتبرج فاحش ؛ يفسد المرأة،والرجل والشباب ، وأحداثا قد نفرت منها الأخلاق من بث للسموم الفكرية الداعية إلى الفوضى والانحراف.. والتفكك العائلي ومشاهدة (كليبات) فاضحة تشكل خطراً على القيم السماوية، وأخلاقيات الافراد,
.أن ما تبثه بعض الفضائيات يعد تهديماً للبنيان الاجتماعي والفكري والحضاري، بل هو سلاح خطير؛ يستهدف كل من يسعى للحفاظ على تقاليده وعاداته..وتوجيه حملاتها بالدرجة الاولى نحو الأطفال، والمراهقون والشباب.
والمخجل في الامر ان بعض القنوات الدينية اصبحت مسيسة وتعمل لحساب اجندات سياسية تبث افكار محدده ومعينه وبالتالي تضيع فكرة الاستفاده من تعلم الدين الحق عن طريق هذه القنوات ..
هذه القنوات تتسرب للعقول بسهولة وجمال مغلف بطبقة ناعمه من الاثارة تدغدغ احاسيس البشر بكافة اعمارهم ولهذا وجب علينا صد هذه الهجمة الشرسة ومقاومتها بقوة ويجب ان لا يكتفي الاهل بفكرة المنع فقط دون اتخاذ اجراءات رسميه فأحيانا قد يقوم المراهقين تحديدا بمتابعة هذه القنوات دون علم الاهل وبالخفاء .. وهنا أفضل وسيل هو
ضبط هذه القنوات وإزالتها من الأجهزة نهائياً ووضع رقم سري للجهاز حتى لا يتم استعادتها مرة أخرى، يجب وينبغي على الاهل الابقاء على القنوات المفيدة التي لا تخالف العقيدة الإسلامية ولا تطرح برامج هدّامة ، ويمكن الاستعانة بشخص مختص يقوم بهذه العملية . كما أن عملية غرس مفهوم الرقابة الذاتية لدى ابناءنا هو افضل وسيلة لغرس جيل يميز بين الصح والخطأ, كما أن هناك العديد من القنوات التي تقوم على بث افكار مفيده وبرامج ثقافية وافلام مراقبه ومسلسلات تحمل مفاهيم اسريه صحيحه , وتعويد انفسنا واطفالنا على متابعة هذه القنوات افضل من ترك الحبل على الغارب لنا ولهم
إن الصورة هي اول ما يخترق الفكر والقلب دون استئذان أو حواجز فتشغل الفكر بالمضمون ، فإن كانت الصورة تحاكي العاطفة يأتي التفريغ بالافعال ومن خلال التصرفات يزداد سلوك من الفرد بالعاطفة والشوق , وأما إذا كانت هذه الصور عن اللباس يأتي التفريغ بصورة انتقاء ازياء مبالغ في عريها واثارتها , وان كانت الصورة تحمل العنف فسيأتي التفريغ باستخدام العنف والضرب والاذى ..انها صور تنعكس على حياتنا وتتلبسها بكل مساوئها ومحاسنها وللاسف لا احد يدفع الثمن سوانا نحن المشاهدين ..أسأل الله ان يحمينا ويحميكم من شر القنوات الفضائية .