كنت متجها الى بقالة العم ( أبو محمود ) حين استوقفني ذلك الرجل العجوز..كنت لا ألوي على شئ..سائرا فقط أضع نصب عيني ألا أتأخر عن أمي فقد علمتني أن أقصر طريق بين أي نقطتين هو الخط المستقيم.وفعلا أصبحت هذه عادتي وبرنامجي لحياتي..وقتها كنت أراجع ما كانت أوصتني به أمي كي أشتريه ..ألأصح لو أنني كتبته في ورقه..أليس كذلك؟..
حبيبتي أمي كم أريد أن أكون بارا بك ولا آل جهدا في ذلك.
عاد صوت الرجل العجوز يستوقفني ( يا شاطر… يا شاطر ) التفت إليه : نعم عمو..مرني
قال : هل لك أن تصحبني إلى الجمعية الخيرية التي تقدم الطعام للفقراء؟..فأنا يا بني لم آكل منذ أيام
تفرست في وجهه لا لأعد التجاعيد وخطوط الزمن كم حفرت من أخاديد في وجهه ولكن هزني أن أرى شيخا طاعن السن لايقدر على قوت يومه..كم أشفقت عليه ونظرت إلى الجمعية..لكن عمو إن الوقت مبكر جدا الآن ..انظر في الجهة المقابلة ..هناك إلى اليمين..مكتوب على اليافطة اسم الجمعية المطلوبه..لكن هي لا تفتح الآن.
وبسرعة دارت الأفكار في ذهني..كيف وصل هذا الرجل الى هذا الدرك من الحاجة..ربي فلتكن معه وارحمنا برحمتك..فجأة لاحت لي فكره تذكرت أن مصروفي لهذا اليوم وما ادخرته من قبل هو في جيبي .
استأذنته في أن يرافقني إلى البقال,.. وأعطيته ما ادخرته كي يشتري ما يحتاجه..صحيح أن ( تحويشتي ) كانت قليقه نسبيا.. لكن هي كل ما أملك..ربي يبارك له فيها..
كم فرحت من نفسي حين وضعت رأسي على الوسادة .
كل يوم حين آوي الى فراشي أجالس نفسي وأقيم أفعالي لهذا اليوم..أحاسبها على الخطأ ولا أجلدها ولكن أتفق معها على تصحيحه..وأكافئ نفسي براحة الضمير حين أقوم بعمل صالح.
الليله..كنت مرتاحا وشكرت الله لأنه أتاح لي أن أقوم بعمل يرضي
********
بقلم
مفيده بسيسو
( بنت الشاطئ )
28\2\2014