هل حدث لك يوما أن عشت هذه الحالة ومررت بهذا الشعور ؟ هل وجدت نفسك يوما بروح مهاجرة إلي مكان أخر غير هذا الذي يسكن فيه الجسد ويعيش ؟ هل وجدت نفسك بعقل وفكر لا يكفان عن التنقل إلي أماكن غير تلك القابع فيها جسدك ؟ شعور قد يبدو غريبا ولكن هناك من يعيشه .
فقد تفرض علينا العادات والتقاليد قيودا لا نستطيع كسرها أو التخلص منها ولكن تلك القيود قد تسجن الجسد وتجعله أسيرًا لها ولكنها أبدا لا تستطيع سجن العقل والروح مهما كانت قسوة تلك القيود وشدتها ، ففي الوقت الذي تظل فيه أجسادنا رهن القيود تهيم أرواحنا وتسبح عقولنا أينما شاءت ، فها هي الروح تقطع المسافات باحثة عن روح أخري تعلقت بها فصارت لها الحياة ، أو تهاجر مكانها إلي مكان اخر تمنت أن يكون موطنها أو إناس أخرين انست لهم فأرادتهم أن يكونوا صحبتها ، وها هو العقل يطير بافكاره في الفضاء الرحب الواسع دون أسر أو قيود يحقق ما تمني وما أراد دون أن يجد ما يمنعه أو يحول بينه وبين ما سعي إليه .
إن تلك الحالة التي يعيشها بعضنا هي نوع من المقاومة وعدم الاستسلام للواقع ولا شك إن تلك المقاومة ستؤتي ثمارها يوما وسيأتي اليوم الذي تحرر عقولنا وأرواحنا أجسادنا من قيودها ليجتمعوا سويا أينا ارواد بعيد عن أسر التقاليد والعادات وبعيدًا عن القيود .